الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لوموند: حماس تجري "مراجعة" لعلاقتها مع الإخوان بسبب مصر..ميثاق جديد يحد من نفوذ الجماعة وإيران على الحركة.. حماس مستعدة لقبول دولة فلسطينية على حدود 67..صور

صدى البلد

حماس تجري مراجعة أيديولوجية كبيرة
الحركة تقطع علاقتها بالإخوان استجابة لمصر
ميثاق جديد للحركة يتضمن القبول بدولة فلسطينية محدودة
الحركة تعيد تعريف الكفاح ضد إسرائيل


كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن التحركات التي باتت تأخذها حركة حماس من أجل الخروج من عزلتها الدولية والإقليمية لا سيما في ظل الصراعات القوية في الشرق الأوسط التي تشغل ممولي وداعمي الحركة.

وبينت الصحيفة أن الحركة الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة، باتت تأخذ العديد من الخطوات الانفتاحية والمراجعات غير المسبوقة، وأولها قطع علاقتها بحركة الإخوان، والثانية الإعتراف بحدود 67، كإنطلاق للتفاوض مع إسرائيل من أجل إقامة دولة فلسطينية.

- مراجعة فكرية

وتساءلت الصحيفة بالقول: هل هذا بمثابة تغيير صوري أم أنها مراجعة أيديولوجية حقيقية، موضحة أن التطورات الأخيرة باتت تثير الاهتمام والفضول، فلأول مرة منذ 29 عاما تفكر الحركة الفلسطينية في مراجعة موقفها وايديولوجيتها.

يقول الباحث، إبراهيم المدهون، المقرب من حماس:" زمن الأيديولوجيات قد ولى، ما يحشد الناس في الوقت الحالي هو مصلحتهم الخاصة".

وبينت الصحيفة أن حركة حماس سوف تعلن عن ميثاق جديد عن توجهاتها الجديدة خلال الأيام المقبلة من العاصمة القطرية، هذا الميثاق سيكون بمثابة الكتاب المقدس الذي سيسير عليه القادة السياسيين لحركة حماس، والذي سيكون أولهم خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة الذي سيغادر منصبه قريبا.

وتابعت الصحيفة بالقول أن هذا الميثاق قد أثار تجاذبات قوية داخلية في الحركة خلال الشهور الماضية قبل أن يتم التوصل لاتفاق على صيغتها النهائية.

وتشير الصحيفة إلى أن حركة حماس قد أجرت مراجعة للتطورات اللغوية والاستراتيجية في خطاب قادتها خلال الأعوام الأخيرة.

- معالجة مشكلات ميثاق النشأة

تبين الصحيفة أن الحركة تضع في الميثاق الرد الأمثل على الاتهامات الإسرائيلية لاسيما التي تحمل اسم "معاداة السامية"، التي تطارد الحركة منذ نشأتها وتسببت في عزلتها على الساحة الدولية.

يشرح أحمد يوسف، القيادي السياسي المعتدل في حماس:" ميثاقنا الذي نسير عليه حتى الآن يعود إلى عام 1988، وهو عبارة عن دعوة للحشد خلال الانتفاضة الأولى، لكن هذا الميثاق لم يأخذ في الاعتبار الصورة الذهنية الدولية"، مشيرا إلى أن الإسرائيلين دائما ما استغلوا ذلك ضد الحركة.

- القبول بدولة فلسطينية محدودة

في الميثاق الجديد، تحاول الحركة أن تركز جهودها على مكافحة التوسعات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية وليس إزالة إسرائيل من الوجود، وذلك بتخفيض البعد الديني في خطابها في مواجهة إسرائيل.

يتضمن الميثاق الذي اطلعت عليه صحيفة "لوموند":" حماس تميز من جانب، اليهود واليهودية، عن الاحتلال والمشروع الصهيوني من جانب آخر".

وبينت الصحيفة أنه على الرغم من أن الميثاق الجديد لا يتضمن اعتراف صريح بدولة إسرائيل، إلا أن حماس توافق على فكرة القبول بدولة فلسطينية محدودة، ليس من الأردن وحتى البحر المتوسط، ولكن دولة فلسطينية بحدود ما قبل حرب 1967 على أن تكون القدس عاصمة وحق عودة اللاجئين.

- مقاربة مع الحركات الفلسطينية الأخرى

يسمح الميثاق الجديد بوضع قاعدة عامة وشاملة لطريقة تعامل حماس مع جميع الفصائل الفللسطينية، لاسيما حركة فتح التي يترأسها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس "أبو مازن".

كما يتضمن الميثاق اعتراف حماس بكل أشكال المقاومة ضد الإحتلال الإسرائيلي، والذي لا يقتصر فقط على الكفاح المسلح.

- الإخوان وإيران خارج الميثاق

تنقل الصحيفة عن أحمد يوسف قوله إن الحركة تحاول أن تضع نفسها على نفس البعد من جميع الأطراف المنخرطة في القضية الفلسطينية.

تلفت الصحيفة إلى أن حركة حماس باتت تدرك أن مسألة الإخوان أصبحت مثيرة للجدل في العالم العربي، لذا فهي تتجه لاتخاذ موقف حيادي تجاه الجماعة لتلبية مطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي.

على صعيد آخر، لم يتضمن الميثاق الجديد أي تنويه إلى إيران وذلك للإفلات من النزاعات بين راعيها المختلفين، فإيران كانت تمثل الداعم والذراع العسكرية لحماس، في حين أن قطر وتركيا تقدمان الدعم المالي.